*** يا ترى الحب بيبقى قبل ولا بعد الجواز افضل ؟

و هل الحب قبل الجواز بيستمر بعد الجواز ؟ ولا بيتغير ؟ ولا بيختفي اصلآ ؟ و ليه فيه علاقات حب انتهت بمعنى انتهت لما اتجوزوا ؟ و ليه فيه جوازات مكانتش عن حب و مع ذلك ناجحة جدا ؟ ليه فيه خيانة و ستات بتشتكي من عيون رجالتها الزايغة ؟ ويا ترى الطرف التاني ده هيتغير بعد الجواز؟ طب ايه درجة التغيير؟ و هل انا هقدر اتعامل مع التغيير ده ولا مش هستحمل؟؟ مليون سؤال و كله بيأكد حاجة واحدة , ان كلنا بنعتبر الجواز حد فاصل بين حياتين مختلفتين تماما و لأنها حياة مجهولة زيها زي كل مجهول بيزيد الخوف منها و تزيد التوقعات و الإحتمالات خصوصا مع اللي بنسمعه من اللي اتجوزوا .. و آه من اللي بنسمعه ده !!!
و رغم ان نجاح اي علاقة و طول مدة نجاحها مش بيعتمد بس عالحب لكن احنا دايما قلقانين عالحب ده , و بنعتبر وجوده شيء اساسي لكن السؤال بيبقى : قبل الجواز ولا هييجي بعد الجواز ؟ طب ليه رغم وجود اساسيات تانية بنركز على ده بس ؟ لأن ببساطة كلنا بندور عالحب من اول مابنتولد , لدرجة اننا بنربط الحب بكل حاجة حلوة , يعني مثلآ لما تقول انك بتحب المحشي مش معناه انك هتقعد تتغزل فالمحشي و تقوله كلام حلو , لأ بس هو بيديك نوع من الإحساس بالسعادة الداخلية , زيه كده زي فنجان القهوة – او بالنسبالي النسكافيه- بعد الفطار , و زي انك تسمع حاجة بتحبها , او انك تنام شوية اخر النهار , كلها حاجات بتقول انك بتحبها و ده صحيح بس مش عشان بتقولك كلام حلو ولا بتجيبلك ورد بتحبها عشان الأحساس الجميل اللي بتعيشه معاها او بسببها او بعدها .
اذآ نقدر نتفق ان احساس الحب مرتبط عند الإنسان بالشعور بالسعادة و الرضا الداخلي , حتى الأنسجام العاطفي اللي بيبقى فيه كلام حلو و لمسات رقيقة كده برضو بيبقى مصدر للسعادة دي , وده اللي بنبقى قلقانين انه هيبقى موجود بعد الجواز ولا لأ , و اذا كان الحب يقدر يضمن وجوده لو كان الحب موجود قبل الجواز .
و زي ما قلنا فيه اساسيات تانية غير الحب بتنجح بيها اي علاقة , و ان كانت بتنبع و تصب برضو في احساس الإنسان بالسعادة , و كلها لا مهمة جدا في نجاح الجواز , و استمرار الحب بمفهومه اللي اتفقنا عليه مش الحب بكلامه ووروده و اغانيه و اللي هنسميه التوافق العاطفي .
و باقي 4 توافقات بتوصل للحب او لنجاح الجواز و كلهم لا يقلوا في الأهمية ابدا عن التوافق العاطفي .
1- التوافق الروحي :
و ده معناه التوافق في حياة العبادة , و بالرغم ان علاقة الإنسان بربنا علاقة خاصة جدا محدش يقدر يقيسها ولا حتى الإنسان نفسه , لكن ممارسات العبادة نفسها من صوم و صلاة و اماكن العبادة سواء كنيسة او جامع مهمة جدا بعد الجواز , و اذا اتفق الأتنين ان كل واحد يعيش حياته دي بمنتهى الحرية بس مالوش دعوة بالتاني يبقى لازم نحط في اعتبارنا ان في المستقبل هيبقى فيه اولاد – ان شاء ربنا – و دول في بداية حياتهم بيبقوا عاملين زي الرادار .. ليه بابا بيصلي و ماما لأ ؟ ليه ماما بتصوم و بابا لأ ؟ طب انا اصوم و اصلي ولا لأ ؟!!! و دي مشكلة كبيرة بالنسبة للطفل , انه مش شايف ان فيه اتفاق بين الأب و الأم اللي هما محور الكون بالنسباله , و يحصل تشتيت , ده عن الصوم و الصلاة بس .. تخيل بقى لسه لما ماما تقول الكدب حرام مثلآ و الأب لأن علاقته ضعيفة بربنا يقوله : قول للي عالباب انا مش موجود !!!!!!!
مش بقول ان الأتنين يبقوا ملايكة , لكن يكون ليهم نفس الإتجاهات الدينية تقريبا و متفقين على مبادئها اللي هي مبادئهم , يبقوا على نفس المستوى بالتقريب , مايبقاش فيه فجوة كبيرة بينهم .

2- التوافق الإجتماعي :
و ده معناه ان الأتنين يبقوا من بيئة متشابهة . يعني مينفعش مثلآ واحدة اتربت في الصعيد و عاشت طول عمرها هناك تتجوز واحد عاش في امريكا نص عمره !! مش تقليل منها ولا تعظيم فيه لكن لأن الأتنين من عالمين مختلفين تماما و ده بيعمل مشاكل كتير , ف الأحسن ان يكون الأتنين من مجتمعين شبه بعض اوي عشان التواصل يبقى سهل , طريقة اكلهم و شربهم و احتفالاتهم و مناسباتهم تبقى متشابهة فيقدروا يحسوا بالسعادة بيها و ببعض , لكن هات واحدة من الهند تتجوز واحد مصري و هي بتقدس البقرة و هو بيدبحها و ياكلها هتبقى عيشتهم سودااااا .. كل ما كان المجتمع بعاداته و تقاليده قريب من التاني كل ماكانت الخلافات اقل .

3- التوافق الثقافي :
او بنقول عليه كمان التوافق الفكري . ودي بيعتمد على التعليم و التربية , اولآ التعليم : لازم الأتنين يكونوا مستوى تعليمي واحد , مينفعش مثلآ واحدة معاها اعدادية او دبلوم و تتجوز واحد بيحضر دراسات عليا , و مش عشان هي كده مش كويسة لأ , لكن لأن هيحصل بينهم " الخرس الزوجي " و دي ظاهرة بتحصل لما يغيب الكلام بين الأزواج , ببساطة لأن مفيش حاجة مشتركة يتكلموا فيها , لكن لو على نفس القدر من التعليم بيبقى الكلام ممتع اكتر , و الحقيقة اللي محدش ينكرها ان التعليم بيفرق , ووجوده بنفس المستوى بيفرق اكتر , ده حتى لو مش موجود خالص عند الأتنين هيبقى احسن ما يبقى عند طرف و التاني لأ .
ثانيا التربية بقى : طب و دي ايه علاقتها بالتوافق الفكري ؟ دي اساس العلاقة نفسها , لأن البيت اللي يربي ولاده على حب القراية و الكتابة و التشجيع على المواهب عموما غير البيت اللي بيعتبر دي رفاهيات مالهاش لازمة .
في الحالتين ده بيأثر على الأولاد في طريقة تفكيرهم بشكل مباشر , يعني اذا واحد بيحب القراية اتجوز واحدة من بيت كان بيعتبر الكتاب ده هو اللي بيلفوا فيه الطعمية , لو دخل عليها في يوم معاه كتاب دفع فيه مبلغ و قدره هتلم عليه الجيران و تتهمه بالجنون !!! و ده مش عيب فيها ولا فيه , دي طريقة تربية , و عشان كده مهم اوي دراسة الميول و الهوايات اللي عند الطرف التاني و الأهم انك تعرف اذا كان الطرف ده بيحترم و يدعم مواهبك ولا لأ , لأن دي حاجات انت بتحبها و لما هتلاقي حد بيقلل منها او مش مشاركك فيها هتبتدي تاخد منه موقف من غير ما تحس , و ياما حالات طلاق حصلت بسبب كده , لأن مواهب الإنسان بتحسسه بالسعادة في الوقت اللي الطرف التاني ده عايز يحرمه منها او من احساسه بالسعادة اللي بتيجي منها , فبيقرر يحتفظ باللي بلاقي فيه نفسه و سعادته .

4- التوافق المادي :
و سيبكوا بقى من " ليلى بنت الفقراء " و " سندريلا " و الأفلام دي , مبتنفعش في الحياة العملية , و كل ماكان المستوى المادي متقارب كل ماكان الجواز انجح , لأن الموضوع مش فلوس بس لأ دي كمان طريقة معيشة و دي مهمة جدا جدا .

*** كل حاجة من دول لا تقل اهمية عن التوافق العاطفي اللي لازم يكون موجود برضو لأنه بيساعد على حل و تجاوز مشاكل كتير , لكن مينفعش يبقى موجود من غير الأربعة اللي فوق , كلهم بيكملوا بعض , و غياب واحد فيهم بيحصل من وراه مشاكل ملهاش عدد .
نقدر نجاوب عالسؤال بقى دلوقت : الحب قبل ولا بعد الجواز ؟ الحب بمعناه اللي بيشمل كل الجوانب اللي فوق هيستمر قبل و بعد الجواز و حتى بعد الموت ... لو حاجة منهم مش موجودة يبقى ماتقولوش ان المشكلة في الجواز نفسه بقى ..

Nervana Nagy
4-12-2009